الزبابدة - خاص "صبا. نت"
اعد التقرير: ماري غطاس.
لو عرف المدخن مكونات السجائر التي يتجرعها لعرف انه يتجرع الموت، فالسيجارة الواحدة كفيلة بإدخال مئات الجزيئات المسرطنة والقاتلة لجسم الإنسان، ولكن الإدمان الذي تحدثه مادة النيكوتين يعد الأخطر لأنها هي من تجعل كل مدخن يقرأ هذا المقال الآن و في يده سيجارته ، تأبى أن تفارقه مهما حاول لذلك سبيلا.
ولتسليط الضوء أكثر على هذه الآفة وخاصة عند القاصرين والأطفال الذين جرفهم حب التجربة للتدخين كان لنا في "صبا.نت" لقاء مع احد الشباب من بلدة الزبابدة جنوب شرق جنين ليحدثنا أكثر عن تجربته المبكرة في التدخين واسمه محفوظ لدينا حيث طلب عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة .
 بداية ذكر لنا هذا القاصر في بداية سرده لـ "صبا. نت"" عن أول سيجارة والتي أكد لنا على أنها كانت الأولى والأخيرة لأنه لم يتذوق فيها تلك اللذة التي قد يضحى بصحته و شبابه لأجلها، فكانت تلك التجربة في الصف السادس الابتدائي بتشجيع من أصدقائه في المدرسة، حيث قاموا معا بالتوجه لأحد المحال التجارية والمعروف في البلدة بقيامه ببيع سجائر الحلل للراغبين فيها، حيث كان ثمن السيجارة الواحدة آنذاك شيقل و نصف، اقتطعها من مصروفه اليومي البالغ 10 شواقل والذي أكد في حديثه خلال (صبا. نت) على انه للقيمة العالية لمصروفه دور أساسي في تسهيل عملية حصوله على السجائر.
وفي سؤالنا عن ردة فعل البائع تجاه طلب أطفال صغار السجائر، وهل كان هناك في البداية ممانعة من قبله أو توجيه بعض النصائح لهم، فكانت إجابته صادمه، حيث أكد على ترحاب البائع للأطفال وإعطائهم السجائر بكل ثقة دون الاكتراث لأعمارهم الصغيرة، وهذه بحد ذاتها تعتبر نقطه تحول خطيرة في قضية تدخين الأطفال، ألا وهي توفر المكان الذي يمكنّهم من الحصول على السجائر بكل بساطة دون رقيب او حسيب
وتابع الشاب حديثه عبر "صبا. نت" موضحا عن ردة فعل والديه بعد معرفتهم خبر تدخينه والذي أوضح على انه هو من قام بإبلاغهم بنفسه، وذلك لتجنب وقوعهم بموقف محرج و مخزي في حال علموا من آخرين.
والدته عبرت عن غضبها بالحزن الشديد و مخاصمته، أما والده و بعد أن تحدث معه ووجهه إليه النصائح وقام بتحذيره لمدى خطورة التدخين على الصحة والإنسان باعتبار انه مدخن و قد ذاق من مر كأسه وإدمانه، قام بفرض عقوبة عليه تمثلت بالحرمان من المصروف والخروج من المنزل وحيدا مدة ستة أشهر، ولهذه العقوبة مع الإيمان الداخلي بخطورة التدخين و الذي لمسه من تجربته اليتيمة الدور الأساسي في أن تكون سيجارته تلك هي الأولى والأخيرة، والذي أكد على أن عقابه كان رادعا أيضا لأصدقائه للعزوف عن التدخين نهائيا، فللأهل دور رئيس في موضوع تدخين أطفالهم سواء بالرقابة، بالاهتمام ،بالعقوبة، أو حتى بامتناعهم عن الدخان ليقدموا القدوة الصحية.
وفي نهاية حديثنا، وجه الشاب الصغير الذي يبلغ من العمر اليوم 16 عاماً رسالة لجميع المدخنين أو الراغبين بذلك عبر "صبا. نت"، على أن التدخين تجربة سيئة إن لم تلقى الرادع من الأهل والتوجيه الصحيح قد تودي بالشباب الي التهلكة، وان السجائر ليست للتسلية كما يعتقد البعض، إنها فعلا مضره ويجب التعامل معها بحزم وإرادة من المدخن و أيضا التعامل بجديه مع من يوصلها لأيدي أطفالنا بتلك البساطة نظراً لان كل مدخن مدمن ابتدأ طفل صغير جرفه حب الاستطلاع و لاقى اليد التي تودي به لمستنقع الإدمان بتوفير السجائر لهم مؤكدا على انه سيبقى جاهدا يحاول السيطرة على نفسه للتمنع عن العودة لشركها مجددا حتى انه توجه للرياضة كنوع من الوقاية و مصدر لاكتساب الصحة و الحفاظ على شبابه وحياته

calendar_month27/03/2017 13:00   visibility 3,284