جنين - خاص لموقع الفادي

كتبت مريانة فضة:

تقع روضة الحياة في دير اللاتين بقلب مدينة جنين، وهي إحدى رياض الأطفال التابعة لـمدارس البطريركية اللاتينية - فلسطين، وقد كانت وما زالت منذ تأسيسها منارة تربوية وروحية للأطفال في المنطقة.

تقول مديرة روضة الحياة ريناد عيد في لقاء خاص لموقع الفادي: "انطلقت روضتنا بإفتتاح رسمي بتاريخ السادس والعشرين من تشرين الثاني عام 2005، بعد أن تأسست على يد مجموعة حركة العمال المؤمنين بقيادة الأب الإيطالي بيبينو، الذي كان يتواصل مع المساهمين والداعمين لتأمين الدعم المالي وإتمام التأسيس. ومنذ تلك اللحظة، حملت الروضة رسالة إنسانية وتربوية واضحة، هدفها تقديم تعليم أكاديمي وتربوي وأخلاقي للأطفال، وغرس سلوكيات صحيحة منذ الصغر، إضافة إلى تعزيز التعايش المشترك بين أبناء مدينة جنين بقراها ومحيطها بتوفير بيئة يسودها الاحترام والمحبة."

وتضيف عيد في حديثها لموقع "الفادي": "بدأت الروضة مسيرتها بإدارة الراهبة ماريا باستوري وهي راهبة إيطالية وإحدى راهبات القديسة حنّة، ومن بعدها الراهبة مصرية الجنسية منى حنّا صليب، في مسيرة عمل مزدهرة أكمل خطواتها على مدار سنوات متلاحقة طاقم إداري وتعليمي من محافظة جنين نفسها بحيث أن إحدى المعلمات الحاليات كانت قد التحقت للعمل في الروضة منذ تأسيسها حتى يومنا هذا، وهو دليل حيّ على الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها الهيئة التدريسية في روضة الحياة التي تستقبل الأطفال من عمر ثلاث سنوات وخمسة أشهر وهذه المرحلة العمرية تعتبر الاهم في صقل شخصية الطفل وتحديد طابع مستقبله وعليه تهتم الروضة بتقديم الدعم الأكاديمي-التربوي والنفسي اللازم.

وتؤكد عيد لموقع الفادي أن التعليم فيها يعتمد على اللعب والأنشطة التفاعلية التي تجعل الطفل يتعلم بفرح ونشاط، إلى جانب التعاون مع أكاديميات تعليمية لتعزيز مهارات الحساب والذكاء. كما تهتم الروضة بتنمية المواهب وتذوق الموسيقى بالتعاون مع معاهد موسيقية محلية تساعد الأطفال على التفريغ النفسي والتعبير عن أنفسهم. وتشجع زاوية أركان الخيال الأطفال على التفكير بمستقبلهم وتمثيل المهن التي يطمحون إليها، ما يعزز لديهم روح الطموح وتنظيم الوقت منذ الصغر.

وتتابع عيد عبر موقع "الفادي": "نولي في روضة الحياة اهتمامًا كبيرًا بجميع المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية، فنعرّف الأطفال على معناها وأسباب الاحتفال بها. وفي الماضي، كنا ننظم رحلات خارجية، لكن بسبب الظروف الحالية اقتصرنا على الأنشطة الداخلية أو القريبة. كما ننظم فعاليات بمشاركة الأهالي على مدار العام الدراسي مثل عيد الأم - يوم المرأة العالمي -يوم الجدة بقدومهم إلى الروضة ليرووا لنا الحكايات القديمة في تجربة تربط الماضي بالحاضر."

ورغم كونها روضة خاصة، فإن روضة الحياة، كما توضح عيد لموقع الفادي، تحرص على البقاء بتواصل دائم مع مؤسسات المجتمع المحلي من تربية جنين، البلدية، الدفاع المدني الجمعيات الداعمة للطفولة ،والجمعيات الثقافية إضافة إلى التواصل المستمر مع أولياء الأمور عبر منصة Edunation  وهي عبارة عن تطبيق خاص بجميع فروع مدارس البطريركية اللاتينية تتيح متابعة لخطط الروضة التعليمية اليومية-الاسبوعية والشهرية. كما تسعى الإدارة العامة والإدارة المحلية دوما لتطوير قدرات العاملين في الروضة عبر دورات تدريبية سنوية، إيمانًا منهم بأن التعلم عملية تستمر مدى الحياة، وأن الاستمرارية بتقديم الأفضل يتم من خلال العمل الدائم لتطوير القدرات والإمكانيات البشرية.

وتختم مديرة روضة الحياة حديثها لموقع الفادي بالقول: "رغم كل التحديات الأمنية والظروف الصعبة التي يمر بها وطننا الحبيب فلسطين، تبقى روضتنا ثابتة في رسالتها، محافظةً على تميزها ونظامها، ومجددة دائمًا في بيئتها ووسائلها التعليمية. نحن هنا لننشئ جيلًا واعيًا، خلوقًا ومبدعًا،حالما بمستقبل مشرق مؤمنين بأن التربية تبدأ من هذه السنوات الأولى، وبأن بذور الأخلاق والعلم والمحبة التي نزرعها اليوم ستزهر غدًا في قلب المجتمع إن شاءلله ."
calendar_month27/09/2025 10:47   visibility 338