اعداد: ماري غطاس - خاص "صبا. نت".

عمل الاطفال هي ظاهرة خطيرة تشهدها دول العالم عامة و الدول النامية و الفقيرة على وجه الخصوص، وتعرف هذه الظاهره بتاثيرها المدمر على الطفل و المجتمع.

ويمكن تعريف عمل الاطفال على انه استغلال وجود الطفل و ضعفه في الدفاع عن حقوقه للقيام بأعمال تنهكه جسديا ونفسيا و تسلب منه رفاهيته وطفولته وحقه بالتعليم و اللعب، وذلك بدل الاهتمام به وتنميته ورعايته و الدفاع عن حقوقه ، مما قد يؤثر على حاضره و مستقبله و يؤدي لانشاء اجيال من الشباب الغير متعلم والمنهك و المكبوت نفسيا و صحيا.

من قلب مدينة جنين التقينا في "صبا.نت" مع الطفل رائد الذي كان يتجول في شوارعها يحمل بين ايديه الصغيرة علب الحلويات مستعطفا من حوله لشرائها معرضا حياته للخطر بالتنقل بين سياراتها ، استوقفنا رائد للتحدث معه وكان في البداية متحفظا عن الحديث بعينيه الدامعتين اللتان تقولان بلا حروف حجم معاناه وحرمان كبيرين.

بعد ان اكتسبنا ثقة رائد، عرّفنا بنفسه على انه طفل من بلدة جنين، لديه من الاخوه اربعه اخرين رفض الافصاح اذا ما كانوا يعملون مثله واضاف انه يرتاد المدرسة لكنه يعمل في ايام الاجازات لان والده المريض لا يستطيع العمل بعد ان كان يعمل في الداخل المحتل بورشات البناء قبل ان يُسقِط عليه احد رفاقه عرضيا حجر بناء اصاب راسه و ارداه عطيلا مشلولا لا يستطيع العمل ولا الحراك ، وهذا ما دفعه للتخلي عن طفولته لاعالة عائلته، والدته تلازم والده في المنزل لانه لا يستطيع تولي حاجياته بنفسه.

وعند سؤاله عن نظرته للاطفال من عمره، الذين يلعبون و يركضون وماذا يجول بباله عند رؤيتهم، كان جوابه مختصرا "ظروفهم غير عني انا مضطر" ،، واستطرد قائلا :" انا بلعب مع اخواتي بس اخلص شغل".

 بعدها تركنا رائد على عجل ليكمل عمله و يستطيع استوفاء يوميته التي تساوي حسب قوله 50 شيقل كحد اقصى ، فعائلته بانتظاره لشراء حاجيات المنزل.

السؤال الذي يجب ان يجول في خاطر كل فرد منا، و بخاصة المؤسسات التي تعنى بحقوق الطفل و المؤسسات المجتمعية بعيدا عن الاسئلة التقليدية البديهيه التي تأخذ مساق اين ذويهم ؟ اين اقاربهم ؟ كيف يقبلون بذلك لطفلهم. 
السؤال الذي لا يخطر على فكر الكثيرين هو هل قصة رائد حقيقية ؟ هل فعلا والده لا يستطيع العمل ؟ ام ان رائد نتيجة استغلال من الاهل والمجتمع و البيئة ؟ اهو حقيقة معيل عائلته كما قال، ام انه نتاج جشع الاهل وجهل الابوين والاستخفاف بنعمة الاطفال ووليد ل قلوبهم المتحجره، قلوب تسلب ابسط حقوق الطفل وهو ان يعيش طفولته، تعليمه، بساطته، ضحكاته، بلا هموم و ارهاق وان يجد من يعيله!

وفي النهاية اي كان السبب فهو قاس بما يكفي ليدفع بطفل صغير لم يتجاوز الثامنة من عمره ان يتراكض خلف الناس في الشوارع يستعطفهم بدل ان يتراكض خلف كرته او لعبه مع اطفال من جيله.

الصورة توضيحية 

calendar_month23/01/2017 12:51   visibility 1,980