
صبا.نت
13/10/2025 22:10 91
الكاتب: رائد عمر
تتجه الأنظار يوم غدٍ إلى مدينة شرم الشيخ، حيث تُعقد القمة الدولية لبحث سبل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأميركي دونالد ترامب، في لقاء هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب، ويحمل دلالات سياسية تتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية.
القمة تأتي في لحظة حاسمة تتقاطع فيها الحسابات السياسية والعسكرية والإنسانية فالقاهرة تراهن على أن تكون هذه القمة بوابة نحو وقف شامل لإطلاق النار، مستندة إلى دعم عربي ودولي متزايد، وإلى إدراك عام بأن استمرار الحرب لا يعني سوى المزيد من الفوضى والانفجار الإقليمي.
لكن السؤال المركزي الذي يفرض نفسه هو: هل سيوقّع ترامب مع الرئيس عباس اتفاقًا لوقف النار في غزة؟
الإدارة الأميركية بقيادة ترامب تسعى لإعادة تموضعها في الشرق الأوسط عبر لعب دور الوسيط القوي بعد سنوات من التراجع والانكفاء غير أن هذه الطموحات تصطدم بموقف إسرائيلي متصلّب عبّر عنه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو برفضه القاطع لأي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة بعد الحرب.
وفي ظلّ هذه المعادلة الدقيقة، يجد ترامب نفسه أمام توازن صعب بين الضغوط الدولية من جهة والمصالح الإسرائيلية من جهة أخرى، فهو يدرك أن استمرار الحرب يضرّ بصورته الدولية ويغذي الانتقادات في أوروبا والعالم العربي، بل وحتى داخل الولايات المتحدة، لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع تجاوز رفض نتنياهو لأي ترتيبات تُعيد السلطة إلى غزة.
من هنا، تبرز سيناريوهات “الحلول الوسط”، مثل إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة إنسانية أو مدنية مؤقتة للقطاع، أو إنشاء لجنة عربية دولية تشرف على الإعمار وتوزيع المساعدات، تمهيدًا لمرحلة انتقالية أكثر استقرارًا.
فمشاركة الرئيس الفلسطيني في هذه القمة لها دلالات عميقة، أبرزها إعادة الاعتبار للسلطة الفلسطينية بعد سنوات من التهميش، وتحول نسبي في الموقف الأميركي نحو مقاربة أكثر توازنًا تراعي الموقف العربي والدولي، إضافة إلى رسالة ضغط لإسرائيل بأن الانفراد بالقرار لم يعد ممكنًا، وأن واشنطن قد تتحرك منفردة إذا اقتضت الضرورة.
هذه الخطوات، قد تمهّد لمشهد سياسي جديد في غزة، يبدأ بإدارة انتقالية تقود تدريجيًا إلى عودة المؤسسات الفلسطينية الشرعية قد لا تخرج قمة شرم الشيخ باتفاق نهائي، لكنها بلا شك تفتح الباب أمام مسار تفاوضي جديد تشارك فيه الأطراف العربية وتضع الأساس لتفاهمات ما بعد الحرب وفي النهاية، تبقى القمة اختبارًا حقيقيًا للإرادة الدولية: هل يملك العالم الشجاعة لإنهاء الحرب وبدء مسار سلام جديد؟ أم أن التصريحات ستبقى مجرد عناوين لا تتجاوز قاعة المؤتمر؟