.jpg)
أجرى اللقاء: عدي أبو الرب - خاص "شبكة صبا الإعلامية"
منال دراغمة موظفة إدارية في الجامعة العربية الأمريكية تعمل ضمن دائرة المشتريات في هذه المؤسسة الغنية عن التعريف, تميزت عن زملائها في العمل بموهبتها التي لا ترتبط بطبيعة عملها المعتمدة على الأرقام بل تفردت بمَلَكَة كتابية إبداعية توجت بإصدارها ديوان نثري تحت عنوان "محطات لاذعة" , مما دفع رئيس الجامعة العربية الأمريكية أ.د علي زيدان إلى تكريمها في مكتبه على ابداعها في مجال النثر الأدبي و دعما لمسيرتها نحو النجاح.
وكان لشبكة "صبا الإعلامية" الفرصة في إجراء هذا اللقاء مع الشاعرة والكاتبة منال داغمة، التي بدأت حديثها عن إكتشاف موهبتها في سن صغيرة حيث أوضحت أنها منذ سن السادسة وهي تهوى القراءة سواء كانت قراءة لقصص الأطفال, سير الأنبياء, سلسلة العظماء وغيرها من الكتب التي تناسبت مع سنها آنذاك حتى ارتفعت الذائقة تباعا مع كل مرحلة عمرية... مضيفةَ أن أول قصيدة خطتها أناملها كانت في ربيعها الثاني عشر. و أشارت دراغمة إلى أنا اكتشاف ملكة الكتابة لديها كانت على يد ذويها بداية حيث أنها ترعرعت في بيت مثقف يهتم بالعلم والتعلم ومن ثم ملاحظة معلماتها في المدرسة قدرتها الإنشائية و التعبيرية, موضحتا أن التشجيع الذي قدمه لها من حولها من أهل و معلمين و البيئة الريفية كانت سرا في بداية صقل هذه الموهبة وتنمياتها.
و في السياق ذاته أعربت عن إعجابها بالأديب العربي جبران خليل جبران وما يكتبه من شعر أو نثر لما يمتلك حسب تعبيرها من قدرة عظيمة في صياغة العبارات و التعبير عنها بطريقة فريدة من نوعها. وعن محطات لاذعة أوضحت الشاعرة أن هذا الديوان هو خلاصة كتابة دامت لعامين متتاليين يجمع في طياته 30 نصا نثريا تفاوت ما بين الحزن والحب والشغف و الأم والأرض والوطن منتجة بذلك خليطا من الألوان الأدبية النثرية في ديوان جاءت تسميته من محتواه اللاذع. و أشادت دراغمة بالقامات العربية التي شاركت في إنتاج عملها الأول بداية من الأستاذ الدكتور عواد كاظم الغزي الذي قدم الديوان بقراءة سيكوادبية فذة و المصمم أحمد البهنساوي الذي قام بتصميم الغلاف بالإضافة إلى الشاعرة وفاء أبو عفيفة صاحبة اللمسات والأفكار المبدعة في التصميم الشكلي للديوان وصولا إلى الفنانة التشكيلية خيرة المباركي التي ساهمت في اللوحات الداخلية والخارجية للديوان. وعن الرسالة التي تهدف لإيصالها من خلال ديوانها بينت أنه رغم الإختلاف من قارئ لآخر في ذائقة القراءة الا أن "محطات لاذعة" بخليطه المتأجج يلمس كل قارئ و يعود اليه من الجانب الخاص به حيث يمكن أن يقرأ أحدهم تجربته في قصيدة معينة من الديوان ويمكن أن تجد في قصيدة أخرى ك"ما بين هيكلهم وزيتوننا" فإن هذه القصيدة ستمس عواطف كل فلسطيني وظفت بها إستغلال الإحتلال الصهيوني للدين لمصادرة الأرض الفلسطينية. وفي سياق متصل أوضحت دراغمة أن اللوحات التشكيلة التي رافقت بعض النصوص كانت عبارة عن انعكاس للحروف الموجودة في تلك النصوص و أن إدخال هذه اللوحات جاء بهدف كسر الملل لدى المتلقي في ظل أن الديوان يصل إلى 105 صفحات وأضافت أن الطموح لا سقف له فمحطات لاذعة ليست سوى بداية الطريق نحو سلسلة من الإنجازات الأدبية التي أطمح إليها و أهمها إنتاج رواية أدبية ناضجة بعيدا عن الروايات المستهلكة.
أما عن سبب اختيار جمهورية مصر لتكون ام الدنيا مكان طباعة ديوانها النثري أكدت الشاعرة منال دراغمة أن هدفها لم يكن الطباعة فقط حيث أن طباعة أي عمل ممكنة في كل مكان ولكن الوسط الثقافي للتوزيع الديوان في فلسطين أو أي دولة أخرى يعتبر محدودا مقارنة مع دار نجيب محفوظ للنشر والتوزيع في مصر التي تعهدت بتوزيع الديوان في احد عشر دولة, حيث تطمح أن يكون ديوانها في كل مكتبة عربية. و أشارت إلى أن الجامعة العربية الأمريكية أضافت الكثير رغم مناقضة طبيعة عملها لموهبتها ولكنه لم يشكل عائقا في دعم هذه الموهبة, مشيدة بدور ادارة الجامعة و زملائها في تشجيعها إلى الإستمرار للوصول إلى إنجازات أكبر.
و ختمت الشاعرة اللقاء عبر "شبكة صبا الإعلامية" بنصيحة وجهتها الى الشباب الصاعد الذي يمتلك موهبة الكتابة بالقراءة المستمرة و عدم التوقف عند أي عائق والتطوير من موهبته و التغلب على أكبر هاجس يواجه كل من يحمل موهبة في مجتمعنا الفلسطيني وهو هاجس الخجل.
يذكر أن دراغمة تستعد لإقامة حفل إشهار لديوانها "محطات لاذعة" في متحف محمود درويش بمدينة رام الله إضافة إلى حفل آخر في مدينة طوباس التي ترعرت فيها الشاعرة على المدى القريب.