.png)
خاص-صبا.نت-
تقرير: ماري غطاس
يتفجرالشارع الفلسطيني في الضفة و القطاع غضبا و دعما للاسرى منذ اعلان اضراب الامعاء الخاوية بقيادة الاسير القائد مروان البرغوثي في السابع عشر من نيسان الماضي, ومع الغضب الشعبي و الحركي تتفجر قصص الاسرى الانسانية و النضالية و تعود للطفو على الاسطح بعد ان كانت توشك على الغرق في قاع التعتيم الاعلامي و السياسات الاسرائيلية القمعية و التضليلية.
وفي هذا السياق كان ل (صبا .نت) مقابلة خاصة مع زوجة الاسير سامر المحروم ابن مدينة جنين , و الذي نقش بسنوات عمره سجل نضاليا مشرفا ما زال يدفع ثمنه هو و عائلته الى يومنا هذا.
في بداية حديثنا مع زوجة الاسير السيدة فلسطين المحروم اردنا ان نتعرف من خلالها على سامر الانسان والذي عبرت عنه بكلمات فلسطينية بسيطة ,سامر متل اي انسان عادي كان يعيش مع عائلته امه و اخوانه يتقاسمون زوايا منزلهم ورغيف الخبز ودفأ المكان يتبادلون القصص الفلسطينية عن المناضلين الشرفاء, عن التهجير و القمع الذي عاناه شعبنا الباسل, تلك القصص التى تربى عليها معظم شبابنا و رجالنا و التي زرعت في قلب سامر الطفل حب الوطن و التضحية فدوة لترابه ليتبلور سامر الشاب المناضل الجسور الشجاع الذي يأبى الذل ولا يحنى له جبين الى ان وصل به الحال للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال بتهمة المقاومة و يحكم عليه بالسجن المؤبد , قضى منها 26 عاما في الاسر حتى افرج عنه في صفقة شاليط عام 2011, ليخرج سامر لشمس وطنه و ترابه الذي لطالما عشق.
انتقلنا مع السيدة.المحروم للحديث عن النصيب الذي جمعهما سوية, حيث اكدت على ان سامر بعد خروجه من الاسر اراد ان يعيش حياة طبيعية و يكوّن اسرة و ينجب الاطفال, ووقع النصيب بينهما , والتي عبرت خلال حديثها عن سعادتها و الشرف العظيم التي تشعر به بربط حياتها بشخص مناضل و مكافح ذو سجل نضالي مشرف كالاسير سامر المحروم.
وعن حياتهما الزوجية, اضافت انها كانت اياماً ليست بالطبيعية كثيراً نظراً لكثرة مضايقات الاحتلال ل سامر حتى بعد الافراج عنه, حيث كانت قواتهم كثيرة التردد على المنزل و مكان عمله تقوم بارسال التهديدات و تحقق معه في كثير من الاحيان في محاولات استفزازية ليست ب غريبه عن جيش الاحتلال.
اما عن ليلة اعتقاله الثاني والتي كانت في 18\6\2014 حدثتنا السيدة المحروم قائلة: الساعه الثانية فجرا حاصرت قوات الاحتلال منزل الاسير وقامت باقتحامه بعد تفجير باب المنزل و هم بداخله, و بعد ان قاموا بالتأكد من هوية سامر إقتادوه معهم مانعينه من الحديث مع زوجته التي احتجزوها في احد غرف المنزل, واستطاع حسب قولها اثناء خروجه تسريب بضع كلمات عابره لزوجته الحامل في شهرها السادس مطالباً اياها الاعتناء بنفسها و بحملها, ربما كان سامر يشعر ان غيابه سيطول , فهو قد ذاق من مرارة المعتقل 26 عاما بالسابق و يعلم جيدا مختططات الاحتلال السوداء.
منذ يوم الاعتقال ونقله لمعتقل جلبوع تقول السيدة المحروم و هي تسترق نظراتها لعتبة المنزل عل عودة سامر تكون قريبة ,,فهي خسرت حملها الاول منه بسبب الضغوطات النفسية ولكنها لم تخسر الامل بعودته ليجمعا سوية حطام اسرتهما و يعيدا بناءه من جديد, فلا اتهامات موجهه لسامر حتى يومنا هذا.
بعد ان أعادت سلطات الاحتلال الحكم الاول على سامر بالمؤبد , أدركت فلسطين ان الحال قد تعقد وانه اصبح لابد ان تبقى معها من رائحة و نفس و روح سامر ما يمدها بالقوة و الصمود حتى الفرج, فاتخذت قرارها ب زراعة نطفة زوجها سامر التي كانوا قد احتفظوا فيها في احد مراكز زراعة الاطفال, وذلك بعد تشجيع منه ومن عائلتهما على الاقدام على تلك الخطوة ,وبعد تسعة اشهر جاء ادم , بكاءه الاول الذي سمعه والده خلال برنامج اذاعي خاص للاسرى هي لحظات لا يمكن وصفها بكل كلمات الكون , أدم ذاك الطفل الطبيعي الجميل هو ل فلسطين و سامر الامل, الفرج, الصمود, هو حكم الاعدام للظلم, للقهر , للاحتلال.
بعد ثلاثة اشهر من ولادته, رافق ادم والدته لزيارة والده, وعن اللقاء الاول بينهما تتحدث فلسطين قائلة: لم يبدي ادم ردة الفعل الطبيعية للاطفال تجاه آباءهم فهو بالنسبة له وجه جديد ولكنه بالتأكيد ليس بالوجه الغريب, فهي و زوجها على يقين ان آدم سيعشق والده و سيكون له السد و السند و ختام الرسالة النقية البيضاء التي بدأ سامر ب خطها.
اليوم سامر المحروم مضرب عن الطعام مع بقية صفوف الاسرى المضربين, يطالب بأمعاءه الخاوية احتضان طفلة دون سياج, اقتلاع الثلاث شهور من الجدول الزمني ليتمكن من رؤية عائلته في ازمنة اقرب, ليستطع سماع صوتهم كل ما جرفه الحنين اليهم, اليوم سامر و جميع الاسرى المضربين في سجون الاحتلال يطهرون بالماء و الملح تعفن الضمائر الميته.