جنين - صبا. نت 

اختتمت  سلسلة عروض مسرحية "زبالة" على خشبة مسرح الحرية في مخيم جنين، من إنتاج مسرح الحرية، وإخراج أحمد طوباسي، وأداء أطفال برنامج الطفولة والشباب.
                                                     
جاءت فكرة العرض الطفولي "زبالة "من الأطفال للأطفال بعد جهد طويل من البحث والعمل والجولات الميدانية في أحراش مدينة جنين وفي مخيمها للبحث عن المعنى الحقيقي والعملي لمفهوم "الزبالة" داخل المجتمع المحلي الفلسطيني، وبإشراف المدرب أحمد طوباسي.
 
العرض تحدث عن مشكلة صحية وبيئية نعاني منها وهي "الزبالة"، فنحن نعيش يوميا في عالمين متناقضين مختلفين نعيش عالما ما بين الجمال والقذارة وما بين الحب والكره والتسلط والتسامح. أطفال برنامج الطفولة والشباب عرضوا على خشبة مسرح الحرية هذين العالمين المتناقضين، فانقسمت خشبة المسرح إلى شارعين كل شارع يعيش حياة مختلفة عن الآخر، فشاهدنا شارعا يعج بالنظافة واللون الأخضر والاحترام المتبادل، وفي الجهة الأخرى كان شارعا يعج بالنفايات والأوساخ.
 العرض حاول معالجة قضية “الزبالة” وكيف تلقى في الشوارع والأماكن العامة دون اكتراث، فرأينا خلال العرض ناس يلقوون النفايات في الشارع مما يزيد من إرهاق عمال النظافة، وفي لحظة ما تثور مشاعر العمال في وجه سكان الحي، ولكن هذه المشاعر لاقت ردة فعل سلبية من جانب سكان الحي مما أدى في نهاية المطاف إلى طرد عمال النظافة ظنا من السكان أن هذا هو الحل الأمثل، أما الشارع الآخر كان شارعا ملئيا بالنظافة والحب والاحترام المتبادل، فكان سكان هذا الشارع يتبعون هيكلية واضحة في التعامل مع النفايات التي تصدرعنهم للحفاظ على جمال ونظافة البيئة من حولهم.
العرض حاول إعطاء المشاهد حرية التفكير والاختيار بين هذين العالمين، أيهما يريد للعيش والانتماء له، فالعرض لم يطرح فكرة واحدة فقط، بل طرح عدة أفكار وترك للمشاهد الحرية في الاختيار والتوافق مع ما يريد”، ويضيف أن العرض قدم حلول وطرق علمية وصحية للتعامل مع النفايات من خلالها فصلها وإعادة تدويرها.
 
المدرب والممثل أحمد طوباسي يرى أن الهدف الأساسي من العرض هو محاولة إعطاء الأشياء الصغيرة قيمة، فموضوع “الزبالة” كثير منا يراه موضوع بسيط لا قيمة له، لكنه على العكس من ذلك هو إشارة تدل على تقدم الشعوب أو تخلفها، ويضيف أن العرض يسعى إلى ترسيخ العادات السلوكية الخاصة بموضوع النظافة عند الناس ليس فقط بنظافة الأجساد والأماكن من حولنا بل يتعداه إلى نظافة أفكارنا وثقافتنا ومجتمعنا للوصول إلى مجتمع متقدم متحضر يسعى إلى الاستقلال والتحرر بعقلية واعية متفتحة لأصغر الأمور حولنا، ويشير طوباسي إلى أن العرض قدم إضافة جميلة جدا في محاولته لتغيير نظرة المجتمع لعامل النظافة كشخص مهم جدا في حياتنا وهو أساس للصورة المنعكسة عنا كمجتمع نظيف ومتحضر.
calendar_month01/03/2017 09:22   visibility 1,313