صبا.نت


بقلم: المحامي صلاح الدين علي موسى

أفكار على الطريق:

كي تتحقق الوحدة لا بد من اجراءات عملية على الارض تعيد للناس الثقة بصدقية التوجهات والاعلانات المضطردة للمصالحة، ان العناوين الكبيرة من تشكيل اطار موحد وتشكيل حكومة وفاق او انشاء برنامج سياسي موحد او غيره يمثل اجترار لن يغني او يسمن من جوع اهلنا في غزة او في الضفة او في القدس او في اي مكان اخر. وكي لا نقع في فخ التكرار والاجترار فاننا نرى جملة من الخطوات قد تساعد في اعادة اللحمة الميدانية والسياسية من خلال بناء ثقافة المشاركة عبر ما يلي:

1. التواصل مع الاطر الشبابية الناشطة في ملف انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية والاطر التي تشكلت منذ الحرب على غزة في فلسطين وخارجها واشراكهم في الاطار القيادي الذي تم الاتفاق عليه وعدم الاكتفاء بالفصائل والتنظيمات الفلسطينية، سيما وان الاطر الشبابية لعبت دورا هاما في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونشر الرواية الفلسطينية بصورة ملفته للانتباه.

2. ضرورة دعوة الاكاديمين والنشطاء المجتمعيين من الفلسطينين في كافة انحاء العالم للمشاركة في الاطار القيادي والتحضير لتشكيل اطر داعمة لجهود المصالحة وتحويلها الى اليات مستمرة ومستدامة، خاصة الاكادييمن والنشطاء الذين قادوا حملات تنشيط منظمة التحرير والدعوة الى الوحدة

3. على الاطر الشبابية والشخصيات الاكاديمية والنشطاء المجتمعين ومؤسسات المجتمع المدني اطلاق منصة موحدة لدعم جهود المصاحلة وجعلها عنوان لتوحيد الجهود لبث روح الوحدة ونبذ لغة الكراهية والتحريض على بعضنا البعض.

4. ضرورة دعوة النقابات العمالية والمهنية من نقابة محامين ومهندسين واطباء وصيادلة وحركات طلابية في الجامعات والمعاهد ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية واعضاء البلديات المنتخبة والغرف التجارية للمشاركة في جولات التشكيل وليس الحوار من خلال ممثلين يتم فرزهم، خاصة وانها حافظت على اجراء الانتخابات في مؤسساتها وتملك الشرعية التمثيلية على الارض.

5. اعادة رواتب وحقوق من تم ملاحقته بسبب انتمائه السياسي او تصنيفه على تيار او توجهات تختلف مع السلطة و/او منظمة التحرير، من خلال قانون يصدر عن الرئيس حتى يشعر الافراد ان امرا قد تغيير في حياتهم.

6. الدعوة وبشكل واضح من حركة فتح وحماس لكافة اعضائها وانصارها بوقف الحملات الاعلامية بحق كل طرف من خلال تحويل الجهود للتركيز على انهاء العدوان على الشعب الفلسطيني والتركيز على دعم القرارات الدولية والتي اخرها قرار محكمة العدل الدولية الاستشاري.

7. اشراك شخصيات جديدة في اي حكومية قادمة او تشكيل جديد للمجلس الوطني ويجب ان يحظى الشباب فيها بالنصيب الاكبر، سيما وانهم قدموا نموذج وما زالوا عز نظيره في تقديم الفلسطيني امام العالم بالصورة الامثل، خاصة وان الشباب الفلسطيني حرم من ممارسة حقوقه السياسية والمدنية لمدة طويلة.

8. وقف اصدار اية قوانين و/او اتخاذ و/او اية قرارات و/او اية اجراءات قد تعيق لاحقا من فرص اعادة الوحدة والتعافي من الانقسام.

9. ان تحويل قرار محكمة العدل الدولية الاستشاري الى واقع ملموس يتطلب تشكيل إطار قانوني وفني موحد يركز على فكرة انهاء الاحتلال وخلق رأي عام دولي والتاثير على اللاعبين الرئيسين لجعل من حرية فلسطين امرا قابا للتحقق.

10. ان الاوان للاستعانة بالفعاليات الفلسطينية والشخصيات المنتشرة في العالم العربي لاستعادة العلاقات الحميمية مع العرب وتنشيط الجاليات الفلسطينية في كل مكان ورفع الفتيتو عن مشاركة اي جهة او شخصية فلسطينية مهما كانت في اعادة اللحمة وبث روح العمل المشترك للتخفيف من عمق الازمة.

11. ان الاوان لعدم التركيز على الشعب الفلسطيني في الداخل (الضفة الغربية وقطاع غزة) فقط بل البحث عن ضمان فعال لمشاركة اهلنا في القدس وفي الشتات من خلال ممثليهم الحقيقين من اطر مختلفة.

ان الشعارات الكبيرة اتعبت الشعب الفلسطيني ولن تجد معها للوحدة طريق لذا المطلوب القيام بخطوات صغيرة لكنها مؤثرة ستترك الاثر ببناء وحدة أكثر تماسكاً وتواصلا مع حاجات الناس وتطلعاتهم.


calendar_month26/07/2024 10:48   visibility 292