

صبا.نت
نظّمت وزارة الثقافة بالتعاون مع نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ومركز بيت المقدس للأدب ، اليوم الثلاثاء، الموافق 31/5/2022، حفل إشهار رواية "النصف الآخر والبحث عن الحقيقة" للكاتب الأسير جعفر فوزي أبو حنانة، في قاعة مركز الطفل الثقافي التابع لبلدية جنين.
وحضر الحفل رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس ورئيس المكتبة الوطنية الوزير عيسى قراقع ومدير وزارة الثقافة في جنين أمال غزال ومنسق فصائل العمل الوطني في جنين راغب أبو دياك ومدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور،و ذوي الأسير وثلة من الأدباء والشعراء والمثقفين وممثلين عن المؤسسات الرسمية والأهلية والأمنية.
وبدأ الحفل الذي تولّى عرافته الكاتب عماد محاسنة، بالسلام الوطنيّ وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار، بتقديم عن الكاتب الأسير، ابن قرية عرانة، الذي اعتقل عام 2004 ويقضي حكماً بالسجن المؤبد ويقبع في سجن نفحه والحاصل على الماجستير في الدراسات الإسرائيلية والذي يعد رواية أخرى ستصدر قريباً حول قصة أسرى النفق.
ورحب مدير وزارة الثقافة في محافظة جنين أ. آمال غزال، بالحضور وبذوي الأسير مباركة للأسير هذا الإصدار، مشيرة أنّ هذا اللقاء يأتي دعماً ووقفة نصرة وإسناد لقضية الأسرى في سجون الاحتلال، كما وجهت تحية للأسرى الذين يبتكرون أسلحة جديدة لتحدي الاحتلال الذي يحاول صهر الوعي وإفراغ الأسير من محتواه التفاعلي لكن في كل مرة يثبت الأسرى أنّهم ليسوا أرقاماً وليسوا حالات إنسانية وإنما حالات إنتاجية على كافة الأصعدة الفكرية والسياسية والأدبية أيضاً، فبالرغم من معاناتهم اليومية والقهر والاعتقال ومصادرة الحرية إلا أنّ الإبداع يولد من رحم الوجع والألم،
منوهة أنّ هذا العمل هو إضافة للمكتبة الوطنية التي يجب أن تكون زاخرة بأدب الأسرى.
وبدوره ثمّن نائب المحافظ كمال أبو الرب، الجهود المبذولة في تنظيم هذا الحفل وأشاد بدور المؤسسات التي تعمل بجدّ من أجل الإفراج عن الأسرى وعن جثامين الشهداء، كما شكر ذوي الأسرى والإعلام الذي يغطي الفعاليات والأحداث على مدار الساعة، وأكّد أنّ الشعب الفلسطيني سيقى صامداً باقياً حتى تحرير الأرض والإنسان.

ونيابة عن رئيس بلدية جنين نضال عبيدي، رحّب بشير مطاحن بالحضور وأكد على أهمية هذه الفعاليات التي تُعنى بالأسرى الذين أصرّوا أن يجعلوا السجون منارات علم ويتحدّون الاحتلال بشهاداتهم العلمية.
وشدد رئيس نادي الأسير الفلسطيني في الوطن، قدورة فارس، أنّ الاحتلال أراد أن تكون السجون مقابر للأحياء وعبرة للأجيال لوقف الثورة، لكنّ الأسير جعفر كغيره من الأسرى يحمل قلمه ليكرّس في وعينا ووجداننا حقنا وأنّ السجن لا يمكن أن يحول دون أن يعبّر الأسير عن انتمائه، ، مبيناً أنّ الأسرى قد فهموا أنّ معركتهم هي معركة فكر ووعي وأيّا كان فحوى الكتب التي يصدرها الأسرى فهي إشارة لاقتراب انتصارنا وتحررنا.
وحيت الدكتورة أماني عويس نائبة مدير رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الأسرى وذويهم، مباركة للأسير وأهله هذا الإصدار، مشيرة أنّ الأسرى ضربوا مثلاً رائعاً في التصدي لكل أفعال الاحتلال وتعصبه وعنصريته، وتمكنوا من تحقيق الإنجازات المتتالية التي نفخر بها جميعاً.
وتتخلل الحفل قراءات نقدية حول الرواية قدّمها على التوالي، معالي الوزير د. عيسى قراقع وفيها تحدث أنّ الرواية شجاعة في مواجهة المعاناة وتحويلها لقيمة إنسانية، وتحدث حول فلسفة الرواية التي هدفت إلى التأكيد على أنّ الصمود ليس جسدياً فقط إنّما روحيا ومعنوياً كما ذكر أنّ الحرية هو الهاجس الدائم في الرواية الموجه نحونا.
وفي قراءة قدمها د. وليد الهودلي، مدير مركز بيت المقدس للأدب الذي طبع رواية الأسير، التي ذكر فيها مقتطفات من قراءة نقدية ل د. أحمد رفيق عوض حيث تكمن ميزة الرواية في اشتباكها مع الواقع وفي صدقها في تصوير النفس الإنسانية في كل حالاتها، ليعدّ الكاتب الأسير شجاعاً فيما طرحه.
تلاها قراءة نقدية ل أ. جمعة تايه،صديق الأسير، أجملها أنّ الأسير الفلسطيني جزء لا يتجزّأ من شعبه، كما وأنّه نبض هذا الشعب، وأنّ هذه الرواية أتت تعزيزاً لوحدة الشعب الفلسطيني فهذه الرواية عبّرت عن آمال الشعب وعن تفاعلاته مع الأحداث المفصلية كما اتخذت الرواية طريقاَ الوحدة والإصلاح للنقد البناء.
وفي قراءة الباحث والأديب عمر عبد الرحمن التي بدأ فيها بالغلاف، مؤكداً أنّها رواية مميزة في فكرها ووعيها وجرأتها فهي مقدمة بطريقة إبداعية تجبرنا أن ننحني لها، كما تطرّق إلى الصراع الزماني والمكاني والنص والحوار واللغة المستخدمة فهي رومنسية سلسلة ناعمة رغم ما تحمله من مشقات.
وفي نهاية اللقاء شكر ابن عم الأسير، العميد ياسر أبو حنانة، في كلمة ذوي الأسير، نيابة عن الأسير، القائمين على تنظيم هذا الحفل، كما قدمت آمال غزال مدير وزارة الثقافة في محافظة جنين درعاً تكريمياً باسم وزارة الثقافة تسلمه والد ووالدة الأسير، كما قدم نائب المحافظ كمال أبو الرب شهادة تكريمية وقدّمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني صورة تذكارية تسلمها ذوو الأسير.