
صبا.نت
“مرات الأب.. خدها يارب ” هذا المثل الدائر ينطبق على واقعة حقيقية شهدت أحداثها منطقة الطالبية بمحافظة الجيزة بمصر، بطلتها زوجة أب، تجردت من قلبها الرحمة، وتخلت عن آدميتها، وانهالت بالضرب المبرح على طفلين لم يكن لهما حول ولا قوة.
وأشعلت النيران بمسكنهم، بواسطة “جركن بنزين” حتي لفظوا أنفاسهم الأخيرة دون أن يتحرك لها ساكن وفرت هاربة من عش الزوجية.
وتقول مروة عبد المنعم، محامية الطفلين، وشقيقة والدهما، إن “وعد وبلال” ذهبا ضحية زوجة أب تجردت من داخلها أبسط مشاعر الإنسانية، دخلت قلب شقيقى من باب العطف على طفليه، وبعد أن تزوجها انقلبت رأسًا على عقب، وطلبت الطلاق بسبب الطفلين، ثم دبرت تلك الكارثة للتخلص منهما قائلةً: “بكينا يوم وفاتهم، وندعو الله أن يكونوا على ضفاف نهر الكوثر مبتسمين في أرقى مراتب الجنان”.
وأضافت مروة، في تصريحات خاصة لمحرر “البوابة نيوز” أن “وعد” تبلغ من العمر 7 أعوام، و«بلال” 5 أعوام، انتقلا بصحبة والدهما للإقامة مع جديهما، وبعد مرور عام انتقل الأب للعيش معهما فى مسكنه الخاص، وأمضى معهما عامًا آخر، لكنه كان مشغولًا دائمًا بمصيرهما، وكان يخشى عليهما من البقاء وحيدين فى المنزل.
وخلال هذه الفترة تعرف بـ”أميرة.ط” 24 عامًا، وشهرتها أميرة دبوس، كانت قد انفصلت عن زوجها قبل 7 شهور، وحاصلة على ليسانس آداب، وتحفظ 18 جزءًا من القرآن الكريم.
وتابعت مروة، أن زوجة الأب كانت تعامل أبناء شقيقي بطيبة ولطف، فاعتبرنا أن القدر الذى اختطف منه زوجته، أراد أن يعوضه، ويعوض طفليه، بمن تنقذهما من مرارة اليتم، وجاءت فترة الخطوبة التي اعتبرها أخي الأرمل بمثابة امتحان لعلاقتها بطفليه، فنجحت في الامتحان بدرجة إمتياز مع مرتبة الشرف، وتعلق بها الطفلان، وتم عقد الزواج لتبدأ المعاناة، ولتكشف عن سواد قلبها ووجهها القبيح.
من جهته قال خالد محمود، شقيق والد الطفلين، إن شقيقه حرص على توفير كافة عوامل النجاح لعلاقته الزوجية الجديدة، وأرسل طفليه إلى منزل جدهما في أول أيام زواجه، لتنعم العروس بشهر عسل، تنفرد خلاله بزوجها فقط دون عزول، وبعدها عاد الطفلان لعش الزوجية الجديد، لكن سرعان ما تبدلت أحوال الزوجة، وتغيرت طريقة معاملتها لهما، دون أن يدرى الأب شيئًا من تلك المعاملة السيئة.
وأردف محمود، أن إرادة الله وحدها كشفت ممارسات زوجة الأب مع طفليه، حينما التقى شقيقه بأحد الجيران، وتطوع الرجل لسؤاله عن أسباب ضرب زوجته الجديدة لطفليه، وأبلغه أنه يسمع صرخاتهما بشكل متكرر، وحين واجه “مصطفى” زوجته بأقوال جارهما، قالت إنها كان تأدبهما بسبب تصرفاتهما السيئة.
وأشار محمود، الي أن “مصطفى” لم يترك الأمر ليمر مرور الكرام وبعد اعتراف زوجته الجديدة بالتعدي على طفليه، أرسلها إلى منزل والديها، بعد مرور شهرين على زواجهما، وبقيت هناك لمدة شهرين ونصف الشهر، وبعد تدخل أصحاب الخير والأصدقاء لإصلاح الأمر وإعادة المياه، لمجراها الطبيعي.
وأضاف: “بعد جلسات صلح عادت “أميرة”، إلى منزل الزوج، وتعهدت بعدم ضرب الطفلين، واتفقت مع “مصطفى” على أن تترك له أمر عقابهما، لتظل هي في نظره الزوجة المثالية، لكن سرعان ما نقضت الاتفاق والعهد، مشيرًا الي أنها كانت ترفض تلبية طلبات الطفلين بحجة أنها ليست خادمة لهما، وعلم الزوج من طفلته “وعد” خلال توصيله لها إلى مدرستها أن زوجته الجديدة عادت لضربها وضرب شقيقها “بلال”، وهددتهما بوصلات تعذيب قاسية في حال الشكوى لوالدهما أو إبلاغه بما تفعل”.
وأكد عم الطفلين، أنه في يوم الحادث غادر “مصطفى” منزله متوجهًا إلى مقر عمله، وبعد نصف ساعة تلقى اتصالًا من بواب العقار وجيرانه، ليبلغوه أن شقته تحترق، فعاد مسرعًا ليشاهد النيران وهي تطل بألسنتها من غرفة نومه، وسيارات الإطفاء والإسعاف تملأ الشارع، فحاول أن يدخل الشقة لينقذ طفليه، لكن باب الشقة كان مغلقًا بإحكام، وتمكن أحد جيرانه ويدعى رجب الحداد، من تحطيم الباب، والدخول إلى الشقة، ودخل معه ليجدا الطفلين في غرفتيهما، ولم تمسهما النار، فكان “بلال” يجلس بجوار سريره.
وأضاف عم الطفلين: “وعد” ممددة ما بين السرير وجسد شقيقها، وكلا الطفلين تخرج الدماء من أنفه وفمه لتغطى ملامح وجهه، فأسرعا بحملهما إلى خارج الشقة لإسعافهما، وذهب الأب بهما الي مستشفى قريب من منزله، لكن الطفلين لفظا أنفاسهما الأخيرة قبل إسعافهما، وتم نقلهما إلى مستشفى الهرم، وتوجه الأب إلى قسم الشرطة لمعرفة ملابسات الحادث، وبعد إلقاء القبض على الزوجة، اعترفت بأنها تعدت بالضرب على الطفلين، وأشعلت النيران في الشقة، ولاذت بالفرار”.
وفي السياق ذاته أكد حسام الدين عبد العال، محامي الطفلين، أننا علي ثقة بهيئة المحكمة الموقرة والقضاء المصري العادل، الذي وقف على الحياد وأعاد الحق لأصحابه وشفى غليل قلوب أهل الطفلين.
وأضاف عبد العال: “الحمد لله قد ظهر الحق وزهق الباطل، والمحكمة 18 جنايات الجيزة برئاسة كل من المستشارين محمد نصر الدين، وعلاء مرسي، وأشرف الهواري، قد أمرت بتحويل أوراق المتهمة إلى المفتي لإبداء رأيه( بالاعدام شنقاً)”.